إذًا، هذا كلّ ما في الأمر، ناسا! لقد وصلنا!! المركز نفسه رائع وعجيب. مبانٍ قديمة من الباطون، مقاومة للأعاصير التي تمرّ من هنا بين الحين والآخر، موزّعة على مساحات خضراء شاسعة. الأروقة مزيّنة بصور خلّابة للصواريخ، المركبات الفضائيّة وروّاد الفضاء على مدار ستّين عامًا شيّقًا من أبحاث الفضاء.
الاستقبال مهني إلى أقصى الدرجات: صور، بصمات، مصادقات على الدخول وجدول زمني دقيق وحافل من الساعة الثامنة صباحًا وحتى ساعات بعد الظهر. نخرج إلى مبنى 4S، وهناك يخصّص لنا طاقم AX-1 غرفة وفيها خزانة مليئة بالتسالي الأمريكيّة، زبدة الفستق وثلّاجة مليئة لعلب المشروب، ماكينة إسبرسو لغير الأمريكيّين ضمن الطاقم. وفيما كنت أتجوّل بين المباني، غارقًا برطوبة هيوستن الشديدة، تجاهلت خطّ روث الوعول (أهذا من صحراء يهودا؟ أمّ انّني اكتشفت كائنًا فضائيّا غريبًا تغطّيه هذه المباني؟) لكنّي سرعان ما اكتشفت أنّ فرقة من السلاحف تتجوّل في المنطقة دون خوف، وهي سبب علامات الطريق التي التصقت في حذائي.
ترى هنا وهناك درّاجات هوائيّة لاستخدام المارّة، لكنّها منذ تأسيس ناسا عام 1958 (أوووبس، أنا أيضًا من مواليد هذا العام...).
ماذا يتوقّع المرشدون من روّاد الفضاء الخاصّين؟
تقام الدورات في صفوف الحاسوب وفي المبنى الكبير، رقمه 9، وفيه نماذج بالحجم الطبيعي لكلّ أجزاء محطّة الفضاء، للسفينة للمكّوك الفضائي ولكلّ المركبات الفضائيّة والروبوتات المعدّة للقمر وغيره. المرشدون منضبطون جدًا، ويحرصون على ألّا يفوتهم شيء. يتواجد هنا أيضًا مرشدون يتذكّرون حتى فترة تأهيل طاقم كولومبيا، وإيلان طبعًا. أنا أفترض أنّهم لم يعرفوا حقًا ماذا يتوقّعون من روّاد الفضاء الخاصّين ( PAM – Private Astronaut Mission )، لكنّي أعتقد أنّهم معجبون بالجدّية التي نتعامل فيها مع التأهيل ونستعدّ فيها لكلّ المهام المعقّدة التي تنتظرنا.
ترغبون بالتعرّف على زملائي في الطاقم؟ - في البوست القادم
