سيكون ذلك منشورًا قصيرًا، حول العلاقة بين اثنين من أكثر ما أحبّ: الرحلة (إلى الفضاء) والفنون، وحول الاكتشاف الذي تعرّفنا عليه في هيوستن، حيث أتدرب أنا وأصدقائي على الإطلاق: هيوستن فخورة بوكالة ناسا، في أكبر مركز لرحلات الفضاء المأهولة في العالم، وتعكس الإلهام الذي تستمدّه المدينة من الفضاء على لوحات جداريّة ضخمة.
اسمحوا لي أولاً أن أقول إن الفن التشكيلي يلعب دورًا كبيرًا في مهمة "ركيع". يمكنكم أن تقرؤوا عن ذلك في المنشور هنا على الموقع الإلكتروني: "مهمّة الفنون في "ركيع" تسعى إلى خلق أشكال، عمليّات وأفكار جديدة ومبتكرة عن الكيان البشري وهذا الوقت..." المنشور الكامل
وبالتالي، كمن أشارك في مجموعة الفضاء، من الممتع أن أكتشف فخر هيوستن بوكالة ناسا، المتناثرة على جدران المدينة. نتعلم هذا كلّ يوم من جديد، ونحن نتجول أو نتنزّه في المدينة أو نذهب للتسوق. إنّها متواجدة في كلّ مكان. هيوستن هي مدينة ساحرة لفن الشوارع، والأعمال ذات الطابع الفضائي تظهر فيها بشكل واضح.
قال أحدهم مؤخرًا إنه عدَّ 90 جدارًا ضخمًا مزخرفًا بجداريات رائعة، هذا بالإضافة إلى النصوب الفنية المنفردة، كما ترون في الصور التي جمعناها، مثل رسومات روّاد الفضاء على خزائن الكهرباء. من خلال الصور التي اخترناها لكم، بإمكانكم أن تشعروا بالقوّة. تشعرون بذلك عندما تقفون أمام بيت كلّ جدرانه مليئة برسومات ضخمة للأحداث المركزيّة التي تجري في المدينة، والفضاء يحتلّ مركز هذه الرسومات. وتشعرون بذلك عندما تذهبون لشراء الهمبورغر من المطعم، فتلاحظون أنّه مغلّفًا بعمل فنّي مرموق، رسمة جداريّة رائعة تعكش كلّ أنشطة ناسا وروّاد الفضاء الين يخترقون حدود العالم.
الرسومات الجداريّة في هيوستن شائعة وتحظى بتقييم كبير، إلى درجة أنّ الجولة الموجَّهة بين هذه الرسومات مصنّفة ضمن الفعاليّات العشر التي يجب القيام بها عند زيارة هيوستن، إذ تحتلّ القائمة طبعًا زيارة ناسا.
خضعت مدينة هيوستن الرسمية لسيرورة، تحوّلت فيها الجداريّات من مُلك خاص بالأناركيّين إلى مُلك للفنّ بحدّ ذاته، والذي يعكس التنوُّع الثقافي والتنوُّع السكاني فيها. اختارت البلديّة أحد أكبر رسّامي الجداريّات، المعروف باسم غونزو247، ليكون أمين لأعمال open space museum التي أصبح مدينة هيوستن بأكملها.
سآخذ هذا الإلهام معي إل محطّة الفضاء الدوليّة، لكي أشجّع على خلق فنون يربط بين الكرة الأرضيّة والفضاء اللانهائي، وإيابًا منه. لا يمكن الفصل بين الاثنين. العوامل التي تحفّز الفنّانين هي نفس العوامل التي تحفّز مطوّري المركبات الفضائية وكلّ ما ينطوي عليه المكوث في الفضاء: الخيال الواسع، الجرأة والقدرة على التنفيذ.
آمل أن تستمتعوا من عرضنا الصغير هنا،
مع فائق تقديري، إيتان
