لأوّل مرّة، صعدنا على برج الإطلاق. في بداية الأسبوع 11، كنّا في طاقم كامل في كايب-كانافيرال. كان الطقس صافيًا، تأمّلنا المشهد على امتداد الشاطئ، وكان مشهدًا يحبس الأنفاس. قبل الصعود إلى الذراع المؤدّية إلى مدخل المركبة الفضائيّة، يوجد هاتف قديم، مع أزرار كبيرة، للاتّصال قبل الإطلاق مع الأقرباء والأحبّاء. على الحائط توقيعات لكلّ من أطلِقوا من هناك إلى مسافات بعيدة. هذا البرج الحديدي، والذي ينطلق منه عشرات روّاد الفضاء إلى الفضاء وإلى القمر، حتى روّاد الفضاء الذين يرتدون كلّ بدلة الفضاء قبل الإطلاق - يصعدونه مشيًا على الأقدام. صعدنا على الذراع التي يبلغ ارتفاعها نحو ثمانين مترًا. تخيّلنا خطانا البطيئة والآمنة، والدخول من هناك إلى مركبة دراغون. الصاروخ الذي سيطلقنا إلى الفضاء اللانهائي - ليس هناك بعد.
عودة إلى الواقع: تمرين الهروب من البرج من خلال العربات النازلة بسرعة 40 كم/س بواسطة التزلّج الحرّ على الحبل، إلى حين الوصول إلى شبكة توقّف ومساحة رمليّة نهرب منها إلى الملجأ. بجانبها، تنتظرنا سيّارات هروب متاحة. المفاتيح في الداخل، فلا أحد غيرنا يتواجد على مقربة من المكان.
في اليوم التالي - تمرين إنقاذ ذاتي من الدراغون. وضع قارب الإنقاذ مركبة دراغون قديمة في المياه، وتدرّبنا على حالات الهبوط في المياه الهادئة والمياه الهائجة. كانت المياه باردة، لكنّ الشمس أشرقت وبعثت فينا الدفء على قارب الإنقاذ.
وفي النهاية، سفينة الإنقاذ أخرجَت دراغون من البحر ووضعتها مجدّدًا في "عشّ الدرغون" Dragon Nest، وهي مساحة مطاطيّة مستديرة تثبّت المركبة الفضائيّة على متن السفينة.. تحتوي سفينة الإنقاذ على غرفة إنعاش، مركز طبّي ومهبط مروحيّات، ومن هناك سنطير عائدين إلى الشاطئ.
فيما بعد، زرنا مركز صيانة الصواريخ. وقفنا مشدوهين بين أربعة صواريخ فالكون-9 العملاقة، المتّزنة، والمتواجدة في مراحل مختلفة من الترميم بهدف إعادة إطلاقها مجدّدًا. المحرّكات التسعة أصغر بكثير ممّا تصوّرت، بالمقارنة مع محرّكات سيلون التي أعرفها من الطيران المدني والقوّات الجويّة.
من هناك، انتقلنا إلى مركز صيانة مركبات دراغون وشاهدنا مركبتنا الفضائيّة Endeavor قيد الصيانة. تقف على منصّة، في مركز قاعة الصيانة. يعمل عليها عشرات الأشخاص، من الداخل والخارج. لا يمكن إبعاد النظر عن هذه الأداة المعقّدة، ذات ثمانية محرّكات صاروخيّة "سوبر دراكو"[1] والتي يمكنها أن تتعرّف على مسارها في الفضاء، وأن ترسو على محطّة الفضاء وتعود بسلام إلى الكرة الأرضيّة.
نصيحة: تعالوا لزيارة مركز الزوّار في كايب-كانافيرال والتعرّف على عالم الفضاء المميّز وعلى الأشخاص الأدوات التي تُطلَق إليه.
[1]SpaceX طوّرت أربعة أنواع من المحرّكات الصاروخيّة: مارلين وكاسترل لصواريخ فالكون (فالكون تعني الصقر بالعربيّة، مارلين وكاسترل هما نوعان من الصقور)، محرّكات باسم سوبر دراكو تمّ تركيبها على المركبات الفضائيّة دراغون 2، المحرّك معدّ للمناورات عند الخروج إلى الفضاء والعودة إلى الغلاف الجوّي، ويستخدم أيضَا للانصال السريع عن الصاروخ في حالة الطوارئ، ويمكن خلاله الهبوط على اليابسة بدون مظلّة (دراغون 2 ستهبط بواسطة مظلّات في البحر، وهذه الإمكانيّة ستتمّ فقط في حالة الطوارئ).
