الأسبوع الأوّل من التدريبات بطاقم كامل / إيتان ستيبه
لأوّل مرّة - في نهاية تشرين الأوّل كنّا في سبيسX طاقمًا كاملًا - مايك، لاري، مارك وأنا. حدّد مايك أماكن الجلوس في دراغون، أنا على كرسي رقم واحد، مايك على كرسي رقم اثنين، لاري على كرسي رقم ثلاثة ومارك على كرسي رقم أربعة. تحت المقاعد، هناك مكان للمعدّات، وفي كلّ أطراف المركبة الفضائيّة توجد أماكن تخزين. المكان مكتظّ والوصول إلى الحجرات والحقائب الموجودة داخلها ليس سهلًا. من المهمّ أيضًا إعادة كلّ غرض إلى مكانه للحفاظ على تناسق وزن المركبة الفضائيّة.
تمحورت التدريبات حول التعرّف على المنطقة، المعدّات والأنظمة الموجودة فيها، والتدرّب على حالات الطوارئ مثل اندلاع الحريق، تسرّب الضغط والعوامل الأخرى التي قد تسبّب وقوع كارثة. في يوم آخر، كرّرنا هذه التدريبات، لكن هذه المرّة مع بدلات الضغط. من المحرج جدًا وصف مدى التعقيد في ارتداء وخلع البدلات في مكان ضيّق جدًا داخل الكبسولة، بالنسبة لأربعة مثلنا، غير مرنين للغاية. تدرّبنا على مساعدة بعضنا البعض، ووزّعنا المهام المطلوبة فيما بيننا. "الضغط" الذي تشغّله البدلات علينا، يعكس تمامًا الحالة النفسيّة لمن يرتديها، وهو يبلغ ذروته عند الانتقال من قناع ذرّي، بيولوجي، كيميائي إلى ارتداء الخوذة. سدّادات الأذنين حجبت عنّا أصوات الضحك المستهزئة من قِبل المرشدين.
سدّادات الأذنين ليست كما تعرفونها بتاتًا. إنّها عبارة عن صبّة من المواد التي تسدّ قناة الأذن. ليس مريحًا، بالأخصّ وأنّهم بالغوا بعض الشيء في صبّة سدّاداتي الخاصّة، إذ التصقت المادّة البلاستيكيّة في طبلة أذني. سَحْب السدّادات من أذني ببطء جعلني أذرف بعض الدموع، واستغرق نحو نصف ساعة، بدت لي وكأنّها سنوات.
التقينا بسارة، مايك وآخرين من مجموعة المشرفين عن المهمّة. فريق مكوّن من شبّان بأعمار 35-25 موهوبين جدًا وعلى أجسادهم أوشامكثيرة إذ جلسوا في غرفة الرقابة وكنّا نستمع إلى أصواتهم التي تبعث فينا الهدوء عبر أجهزة الاتّصال.
لقد حدّثتكم من قبل عن الزملاء من رحلةInspiration4 الذين اضطرّوا خلال أيّام الرحلة الثلاثة إلى يقضوا احتياجاتهم في الحفاضات. تعلّمنا من الطاقم التقني في SpaceX أنّ انبوب البول قد تُقِب وخطّ السبّاك كان مشغولًا... على أيّ حال، شرحوا لنا مطوّلًا عن موضوع الخلل في المراحيض، ووعدونا بتصليح النظام للرحلات القريبة.
جوين شوتويل، المديرة الكاريزماتيّة لسبيسX، وصلت لتهنّئنا. بحسب ما قالته، يبدو أنّ انطلاقنا سيتمّ في الموعد. "يهمّنا أن تكون مهمّتكم ناجحة وأن تكون تجربة جيّدة بالنسبة لكم"، وأضافت قائلة إنّ "الرحلات إلى الفضاء خطرة"، وإنّنا "نبذل كلّ ما بوسعنا من أجل تقليل هذه المخاطر." سنحت لي الفرصة بأن أقول إنّ مجال رحلات الفضاء في إسرائيل شهد طلعات ونزلات. في موضوع إطلاق المركبات الفضائيّة، تلقّينا ضربة قاسية عندما تدمّر قمر الاتّصال الاصطناعي الإسرائيلي "عاموس 6" كليّا بسبب انفجار صاروخ فالكون 9 من شركة SpaceX، والذي وقع في تاريخ 1.9.2016، قبل إطلاقه المخطّط لمسار حول الكرة الأرضيّة. وموضوع الرحلات المأهولة ما زال يذكّرنا بتراجيديا حادث المكّوك الفضائي كولومبيا، الذي وقع في شباط 2003. تفاجأت شوتويل أنّه منذ حادثة كولومبيا، لم يكن هناك رائد فضاء إسرائيلي.
لا شكّ أنّ ذروة الزيارة إلى سبيسX كانت لعبة بلياردو في باب مُهمَل يُدعى "هيركولس"، مع شير، غارط، أوري، والكثير من البيرا والهمبورغر الشهي. تحدّث غارط عن الحياة في المحطّة، مثل كيفيّة ممارسة ألعاب الكرة، أو أنّ للجوارب نعلًا في الجزء العلوي من كفّ القدم، وأنّ الجميع يعانون من صعوبات في النوم. ونصيحة مهمّة: قبل الخروج إلى الطيران خارج المركبة - يجب تحديد نقطة الإمساك للهبوط.
كان أسبوعًا رائعًا.
مع فائق تقديري، إيتان
Comments